الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة عرض ألهاكم التكاثر لنجيب خلف الله: عيطة وشهود على شكشوكة بالقنفود

نشر في  31 مارس 2017  (12:24)

بقلم: فاطمة بوصوفة

هل الإشتغال على السينوغرافيا الضوئية بشكل لافت ومبهر يضمن وصول العمل الفنّي للمتلقّي؟
 قدّم المسرح الوطني أمس ضمن تظاهرة أسبوع اليوم العالمي للمسرح العمل الكوريغرافي ”ألهاكم التكاثر” الذي عرف عنوانه هذا جدلا كبيرا على الساحة الإعلامية في الآونة الأخيرة أدت بصاحبه الرّاقص والكوريغرافي نجيب خلف الله بالتخلّي عنه والاحتفاظ بالعنوان الفرنسي. إلى أن جئت لأحجز للعرض ووجدت العنوان الأوّل على حاله، ممّا بعث فيّ الريبة في كلّ تلك الزوبعة التي زامنت انطلاقة العمل وعرضه الأوّل. 

طيّب، سآخذ الأمر على محمل البحث عن مسارب جديدة للاشهار والبوز ولعلّ صاحبه قد نجح في ذلك.
على كلّ لم تكن القاعة ممتلئة ولا هي فارغة.

منذ ولوجنا لقاعة الفنّ الرابع، تلفّنا عجعاجة من البخور وكأنّنا ندخل حمّام عربي بالمدينة العربي أو إحدى زوي أصحاب الكرمات، ممّا أثار وهيّج الكحة عند البعض والتأفّف والتذمّر عند البعض الآخر.

 ينطلق العرض تحت إنارة خافتة، لكنّها موزعة بشكل أدواش مائلة تجعل من الراقصين والراقصات يبدون مثل ظلال أحيانا تتنقّل بين تلك الصفائح الضوئية، فكانت اللّوحات تتراوح بين الكتابة الجسدية الجمعية الأرضية الأفقية والعمودية إلى المنحنية والمنثنية والمائلة.

 لكنّنا نلاحظ أنّ مفردة واحدة تعود في كلّ مرّة مع مختلف اللوحات تقريبا اتسمّت بحركة هيستيريك، متقطّعة تأتي كتأتأة تجسدّها حركة يد مستقطعة متكسرة فلعلّها إحدى سيمات هذه الكتابة الجسدية المقترحة لهذا العمل.

 حاولت طيلة العرض أن أمسك بخيط درامي أفهم به ما يودّ طرحه لنا شي، لم أفلح. حتّى أنّني بدأت أتشكّك بحواسّي ومسارب الإستقبال لديّ. لكنّي رحت أستحضر الكوريغرافيات التّي امتلألت بها ولا تكاد تبرح مخيّلتي.
 

بالرّغم من الحضور الجسدي المرن لأغلب الراقصين والراقصات وتمكّنهم من تنفيذ الرقصات بروح وحسّ جماعي متناسق، وبالرّغم أيضا من تدخل صاحب العمل بنصّ مقروء صوتيا على فترتين متباعدتين وباللغتين العربية ثمّ الفرنسية والّذي لم يضف لي شيئا، بل بالعكس زاد العمل تعقيدا لأن النص النثري كان مفكوكا مفروتا لا أدري أهو نصّ تجريبي دادائي!

 يبدو لي إنّ هذا العمل ظلّ متأرجحا بين أن ينحو نحو المناخ المسرحي وبين مفردات الكتابة الكوريغرافية، التي ضاعت رغم حضور الراقصين وتمكنّهم من تجسيد اللوحات بحرفية فضلا عن الكتابة الضوئية المبهرة، إلّا أنّ كلّ هذا ظلّ ضربا من الشكشوكة المبهمة في تركيبة شيفراتها ممّا يمثّل عائقا لعمليّة التقبّل.